من البدع التي تحمل في طياتها آلافاً من البدع، وقد ابتلى بها كثير من الناس، وأفنوا فيها أعمارهم وأموالهم: زيارة القبور، فحاول المؤلف رحمه الله أن يبينها من خلال الإجابة على الأسئلة التالية: أين تستقر أرواح الأنبياء والأولياء والصالحين والشهداء؟ هل هي في أعماق القبور أم فوقها أم حولها؟ وهل يعلمون زيارة الزائرين لهم أم لا؟ ولو اُفترض جدلاً أنهم يعرفون زائريهم، هل يستطيعون أن يرجعوا إلى الدنيا ويقضوا حاجاتهم؟ وهل علمهم بزائريهم يرفع عنهم البلاء والكرب والحزن والشدة، وهل يفرحون بالثناء عليهم، وذكر فضائلهم في كتب الزيارات؟ وهل يرغبون في أن يقف الناس أمام قبورهم خاشعين، ويثنون عليهم ويمجدونهم ويتملقون؟ هل من يفتقر إلى التقوى والورع والصبر، يمكن أن يستفيد من تقواهم وورعهم وصبرهم إذا تحدث عنها؟ إذا تحدث عن جهادهم واستشهادهم، ومن لا يفهم الدين فهماً كاملاً ويجهل القرآن الكريم هل يفيده إطراؤه على علم وفقه الأكابر، وذِكر أمرهم بالـمعروف ونهيهم عن الـمنكر؟ وهل مهمة الناس محصورة في الـمدح والثناء باسم الدين؟ وهل بناء القبور وتزيينها وزخرفتها، ورفع القُبب ووضع أكاليل الزهور عليها وإحداث الفناء، ووقف البيت والبستان والأرض والدكان، ووقف أرباحها محافظةً على القبور، هل كل هذا من سنن الأنبياء والأولياء، أم من سنن الظالـمين والـمتكبرين والناهبين؟ قام المؤلف رحمه الله بالإجابة على هذه الأسئلة وبتحليلها، وتمييز الحق منها من الباطل، ودراسة أسانيد ومتون الروايات الواردة في زيارة القبور، وتصدى لغربلتها. ويبين كل ذلك اعتماداً على القرآن والسنة والأدلة العقلية. وهدفه من وراء هذا كله، فصل الخرافات عن حقيقة الدين لكى لا تُلصق هذه الخرافات والترهات بالدين، وتُقدم باسمه للناس.