الكتابُ سيرةٌ ذاتيةٌ كتبها «مرتضى راد مهر» – من علماء الدين الشيعة المعاصرين- شرح فيها علل ميله إلى مذهب أهل السنة وما لاقاه في هذا الطريق من مصائب ومشكلات. كان المؤلف من الطلاب البارزين في الحوزة العلمية في قم. يشرح في كتابه هذا الدوافع التي دفعته إلى الانشقاق عن الأفكار الشيعية الخرافية والاتِّجاه إلى مذهب أهل السنة، ويعرِّف القراء خلال بيانه لهذا الأمر بالأسس الفكريّة لأهل السنة ونقاط اختلافها مع عقائد الشيعة. كما يتضمن الكتاب بياناً للحوادث التي تعرض لها في حياته عندما كان طالباً للعلوم الدينية وشرحاً لمناظراته واحتجاجاته مع علماء أهل السنة وكيف كانوا يجيبون عن كثير من أسئلة الشيعة وشبهاتهم حول أهل السنة؛ ولذلك فالكتاب ليس مجرد سيرة حياة ذاتية بل هو درسٌ عقائديٌّ حول أفكار أهل السنة وعقائدهم. في بداية الكتاب يشرح المؤلف باختصار حال أسرته ومرحلة طفولته والأسباب التي دعته إلى التحاق بالحوزة العلمية والجامعة. ثم في الفصل التالي يتكلم عن سفره إلى بلوشستان وتعرفه على مولانا (الزعيم الروحي والعقائدي لأهل السنة في تلك المنطقة). ويشرح كيف التقى فيه وتحادث معه. ثم يبين سفره إلى الحج وزيارته لمدينة السليمانية في العراق وزيارته سوريا وتأثير تلك الأسفار عليه. في الفصول الختامية للكتاب يبين المؤلف التحولات الروحية العميقة التي عرضت له واعتقاله المتكرر من قبل المخابرات الإيرانية وتعاملهم السيء معه وأنواع التعذيب الشديدة والرهيبة التي تعرض لها في السجن. تتضمن الفصول النهائية في الكتاب شرحاً لآخر أيام حياة رادمهر بقلم شخصٍ آخر غيره لأن المؤلف كان قد توفي بسبب العلل الجسيمة الناجمة عن التعذيب التي تعرض له على أيدي مسؤولي المخابرات في بلاده.